في بيزنطة، الأسواق تعجّ بالناس، الحرس يعكفون على سور المدينة، ورسل القيصر يحملون إليه أخبارا عاجلة حول حركة المسلمين الذين باتت تحركاتهم مصدر قلق له، فالهدوء الذي تنعّمت به الدولة البيزنطيّة لعقود معرّض للتلاشي... وفيها كاهن يائس من حال الناس والمدينة فيعظهم ويبشرهم بالخلاص عبر تلاوة آيات الانجيل. وأما في داخل القصر القيصر، غرفةً واحدة كانت مختلفة؛ حفيدته «مليكة» دائمة القلق والاضطراب. لم تكن حزينة للزلزال الذي أفشل عرسها، فجدّها وعدها أن يقيم لها عرسا أجمل لم تشهد له روما مثيلاً؛ وإنّما كانت تفكّر في الظلم الّذي يعاني منه الناس والاضطراب القائم، وكيف يمكنها أن تساعد في إقامة العدالة. ولم يكن يساعدها في هدوئها سوى البكاء والصلاة، وبعض الأحلام التي تنقلها إلى عالمٍ آخر. ولكنّ الجميع كان يظنّ أنّها بعرسها الجديد الّذي يحضّرون له ستنتقل إلى حالٍ أفضل. العرس الّذي كلّما فكّرت به ازدادت ألماً وضيقاً.
وفي أحد الأيام، استيقظت السيدة «مليكة» من نومها فرحة مسرورة؛ إذ رأت ما بشرها بمستقبل واعد. ما فحوى تلك البشرى؟ وكيف انتقلت أميرة الروم إلى سوق النخاسة في بغداد، ثمّ إلى دار الامام علي الهادي؟ وما هي الأحداث التي أدّت إلى تحقّق البشارة والأمر الموعود؟ ولماذا كانت الفراشة والخفاش تلاحقان السيدة مليكة؟ إنها الأحداث الذي سيكشفها الفيلم الشيق «أميرة الروم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق